تخطى الى المحتوى
لقد اشتركت بنجاح في عبد الله ذياب
عظيم! بعد ذلك ، أكمل عملية الدفع للوصول الكامل إلى عبد الله ذياب
مرحبا بعودتك! لقد نجحت في تسجيل الدخول.
نجاح! تم تنشيط حسابك بالكامل ، يمكنك الآن الوصول إلى جميع المحتويات.
.تم تحديث معلومات الفواتير الخاصة بك
فشل تحديث معلومات الفواتير.

فيلم "المقابلة": لماذا اعتبر أوباما أن إنتاجه خطأ؟

رصاصة طائشة في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. فيلم "المقابلة" الكوميدي ظهر كمزحة ثقيلة استوجبت على الرئيس الأمريكي السابق أوباما أن يرد.

عبد الله ذياب
عبد الله ذياب
1 دقيقة قراءة
فيلم "المقابلة": لماذا اعتبر أوباما أن إنتاجه خطأ؟

رفضت كوريا الشمالية نسبة عمليات قرصنة الكترونية استهدفت أنظمة شركة "سوني بيكتشرز" الأمريكية وحسابات لشخصيات كبيرة فيها بعد إنتاج الأخيرة فيلم (المقابلة) The interview الكوميدي، إلا أنها اعتبرته "عملاً صالحًا". الفيلم والذي بدى فيه الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بشكل الديكتاتور المخادع والذي يتم قتله على يد صحفييْن أمريكييْن، اعتبرته بيونج يانج حسب بيان رسمي "عملاً عدائيًا"، كما وصفت الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نفس السياق بـ "القرد" و"المجرم الرئيسي" كونه سمح بتمرير الفيلم، حسب البيان.

فيلم "المقابلة" إنتاج 2014 ويحاكي محاولة اغتيال الرئيس الكوري الشمالي
  • ماذا حدث؟

قام الممثلان جيمس فرانكو وسيث روغن في الفيلم بتجسيد دور إعلامييْن في طريقهما لسبق إعلامي وإجراء مقابلة تاريخية مع رئيس كوريا الشمالية، إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جنَّدتهما لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي، لتنطلق قصة الفيلم.

واستند الفيلم على طريقة استدعاء الحجج والأدبيات التي قد ترد في ذهن المشاهد الخصم، ثم ينقض عليها عائدًا إلى السياق التقليدي في التعرّض لخصوم أمريكا، ليتم استدعاء صورة "الأمريكي البطل" الشهيرة، والتي تبدو سمةً طبيعية في السينما الأمريكية.

وختم الفيلم مشاهده بتمكّن هذين الإعلامييْن الأمريكييْن بمعاونة عميلة عسكرية كورية مرافقه للرئيس الكوري الشمالي من اغتياله بمبرر "تمكين قيام ثورة" في البلاد. ليُظهِر الفيلم أمريكا على طريقة "النبي المخلّص" الذي جاء بعهد جديد لينشر الحرية والنور.

  • الشركة المنتجة تحجب الفيلم

بعد إعلان شركة "سوني بيكتشرز" المنتجة للفيلم عن موعد عرضه، تعرّضت أجهزة الشركة في 22 نوڤمبر لاختراقات نتج عنها نشر نصوص لأفلام قادمة في مرحلة الإعداد، إلى جانب نشر معلومات شخصية لنجوم متعاقدين مع الشركة كالأجور وتعطيل أجهزة بشكل نهائي كلفت الشركة قرابة 75 مليون دولار.

تعرّضت أجهزة شركة "سوني بيكتشرز" إلى اختراقات نتج عنها نشر نصوص لأفلام قادمة

قررت الشركة بعد هذا الهجوم مجهول المصدر عدم عرض الفيلم، واجه البيت الأبيض ذلك بامتعاض شديد كون ذلك "رقابة فرضها ديكتاتور أجنبي داخل الولايات المتحدة"، حيث قال أوباما عن قرار الشركة المنتجة بعد عرض الفيلم "أنا أتعاطف مع الشركة، لكنّي نعم؛ أعتقد أن ما قامت به خطأ".

كما استند أوباما إلى تقارير صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تؤكد وقوف كوريا الشمالية خلف الهجوم، وقال أننا "سنرد في الزمان والمكان والكيفية التي نختارها نحن".

  • المقابلة.. على جوجل بلاي!

رغم التهديدات المتلاحقة التي أعقبت الهجوم، إلا أنه سرعان ما قررت "سوني بيكتشرز" التراجع عن قرارها بعدم عرض الفيلم، وقامت في 24 ديسمبر بالاتفاق مع جوجل ومايكروسوفت وإكس بوكس بإدراج الفيلم على متاجرهم لمشاهدته مقابل ستة دولارات، أي قبل موعد العرض المقرر للفيلم بيوم. تبع ذلك إتفاق آخر مع شركة آبل في 28 ديسمبر لإدراجه أيضًا ضمن المتجر الخاص بها.

كما أعلنت سلسلة من دور السينما عن استعدادها لعرض الفيلم رغم التهديدات التي وصلتها حال عرضه، وامتنعت أخرى، في سابقةٍ يقول مراقبون أنها تحدث لأول مرة في أمريكا.

  • اعتراضات أمريكية على الفيلم

أبدى إعلاميون وصحفيون أمريكيون استيائهم البالغ تجاه الفيلم كونه يعكس صورة رديئة تضرب بنزاهة الإعلاميين والعمل الصحفي. حيث قدّم الفيلم أبطاله في صورة وظيفية لإعلامييْن ينفذان عملية اغتيال تقف خلفها جهة استخبارية، مما يخلق للقيادة في كوريا الشمالية مبررًا لاعتقال وملاحقة الإعلاميين والصحفيين على أراضيها، إلى جانب أنه ينعكس سلبًا على الإعلاميين في الواقع ويدعم التهم النمطية لدى الأنظمة المستبدة في العالم والعالم العربي ضدّ كل نشاط صحفي/إعلامي لا يروق لها.

  • الفيلم الثاني على التوالي

في عام 2013 أطلقت كوريا الشمالية تهديدات بشن هجمات عسكرية ضد أهداف أمريكية على إثر قيام الولايات المتحدة بتدريبات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية اعتبرتها كوريا الشمالية “عملاً عدوانيًا”، إلا أن هذه التهديدات كانت قد صادفت صدور فيلم سينمائي أيضًا صوّر عملية احتلال كورية شمالية للبيت الأبيض ومحيطه.

فيلم "Olympus Has Fallen" صور عملية احتلال كورية للبيت الأبيض

ويعرض الفيلم وحدات كورية شمالية مسلحة تقتحم العاصمة واشنطن عبر ناقلات نفايات وصولاً إلى البيت الأبيض، ثم تتبعها تغطية جوية تقوم بقصف البيت الأبيض ومحيطه، وتستمر أحداث الفيلم حتى يبرز دور بطل الفيلم عميل الخدمة السرية المكلّف بحماية الرئيس الأمريكي الذي يظل يقاتلهم جميعًا لوحده حتى ينتصر عليهم في آخر جولة. ليتساءل مراقبون ما إذا كان هذا دافعًا خفيًا للتهديدات الكورية؟

وإلى جانب الإيرادات الهائلة من الدعاية المجانية التي يتلقاها هذا النوع من الأفلام، يبقى احتمال ازدهار سوق الأعمال السينمائية المعادية لكوريا الشمالية قائمًا، ليبقى السؤال الأبرز حول مإذا كانت الولايات المتحدة تسخّر السينما لضرب خصومها؟

صحافة

عبد الله ذياب

صحفي • مختص بالتواصل الرقمي • مهتم بإتاحة المعرفة، حرية التعبير وصناعة الرأي العام.